19 سبتمبر 2024 | 16 ربيع الأول 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

أمير مجلس الشورى في موريشيوس: نشهد صحوة إسلامية..ونتطلع الى زيارة العلماء لبلادنا

11 مايو 2014

** الصحوة الإسلامية في بلادنا تزامنت مع عودة طلبتا في الجامعات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية إبان الثمانينيات

** مسلمو مورشيوس يتكافلون من خلال منظمات لجمع الزكاة ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام وتمويل المساجد والمدارس

** المسلمون الأكثر اقبالا على التعليم من غيرهم ولديهم حوالي 250 مدرسة تستفيد من مساعدات الحكومة

** نحرص على عودة المسلمين إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ونعمل على نشر مادة اللغة العربية

وصل الإسلام إلى مدن وبلاد كثيرة بواسطة التجار المسلمين، وجزيرة موريشيوس، احدى هذه البلاد التي دخلها الإسلام عن طريق الهند في عهد الاستعمار الإنجليزي إبان القرن ال 18م، حيث كان أوائل المسلمين من البحارة والتجار والحرفيين وبعض الأفارقة ، قد استقدمهم المستعمر من شرق إفريقيا.

وقد تزامنت الصحوة الإسلامية في هذه الجزيرة مع عودة الطلبة الذين تخرجوا في الجامعات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية إبان الثمانينيات – كما يقول أمير مجلس الشورى الإسلامي في موريشيوس عبد الغفور جوهلي- وفي طليعتها الجامعة الإسلامية في إسلام آباد والمدينة المنورة وأم القرى بمكة المكرمة وجامعة الكويت ، حيث دعا هؤلاء الخريجون المسلمين للعودة إلي مصدري الإسلام الرئيسيين ( كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم) ، كما بذلوا جهودا كبيرة في نشر مادة اللغة العربية إلي أن أصبحت تدرس في المدارس الابتدائية والثانوية الحكومية .

والسيد جوهلي إلى جانب عمله أميرا لمجلس الشورى الإسلامي في موريشيوس ، فهو يعمل مديرا لمدرسة دوحة الثانوية بجمهورية موريشيوس وإماما وخطيبا، تخرج في جامعة أم القري وحصل على درجة الماجستير في الفقه وأصوله، و له 12 كتابا في الفقه وأحكامه باللغة الفرنسية ومنها أحكام الدعاء ، الكنوز الخفية في أدعية الليل والنهار ( 3 أجزاء ) ، التوبة والاستغفار، الزواج في ظل الإسلام، أحكام الشرك والكفر والنفاق ، الفقه الميسر ( جزءان) ، الآداب الإسلامية.

ومجلس الشورى الإسلامي - كما يقول جوهلي- مؤسسة إسلامية معترف بها رسميا ، تأسس عام 1415 ه / 1994 م ، ويضم في عضويته خريجي الجامعات الإسلامية كجامعات أم القرى وإسلام آباد والمدينة المنورة والملك سعود والكويت وغيرها ، ويقوم بتنسيق الأنشطة بين الدعاة و العاملين في مجال الدعوة الإسلامية ، سواء علي مستوي نشر الثقافة الإسلامية أو توعية المسلمين بشؤون دينهم أو تصحيح المفاهيم الإسلامية أو توضيح الصورة الحقيقية للإسلام .

وحول المسؤوليات والأدوار التي يضطلع بها المجلس أوضح أن أنشطته ومجالات عمله متعددة ومتنوعة منها : دعوة الناس إلي التسليم المطلق للخالق جل شانه بكل الوسائل الممكنة ، وحث المسلمين علي القيام بواجب الدعوة قولا وعملا ليكونوا شهداء علي الناس مصداقا لقوله تعالي " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " ، وتقوية العلاقات الإنسانية بين المسلمين من خلال خدمة المحتاجين والفقراء ، والعمل علي إقامة بيت مال لجمع أموال الزكاة والصدقات وصرفها علي المستحقين ، والنظر في بعض القضايا ذات الصلة بالأحوال الشخصية والمنازعات بين المسلمين، وتعريف مسلمي موريشيوس بالبلاد الإسلامية ليكونوا علي علم ودراية بأحوال أمة الإسلام وقضاياها .

وحول كيفية وصول الإسلام إلي الجزيرة روى أمير مجلس الشورى أن الإسلام وصل الى بلاده عن طريق الهند في عهد الاستعمار الإنجليزي إبان القرن ال 18م، و كان أوائل المسلمين من البحارة والتجار والحرفيين وبعض الأفارقة ، استقدمهم المستعمر من شرق إفريقيا لافتا إلى أن الصحوة الإسلامية في بلاده تزامنت مع عودة الطلبة الذين تخرجوا في الجامعات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية إبان الثمانينيات ، وفي طليعتها الجامعة الإسلامية في إسلام آباد والمدينة المنورة وأم القرى بمكة المكرمة وجامعة الكويت ، ومنذ ذلك الحين دعا هؤلاء الخريجون المسلمين للعودة إلي مصدري الإسلام الرئيسيين ( كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ) ، كما بذلوا جهودا كبيرة في نشر مادة اللغة العربية إلي أن أصبحت تدرس في المدارس الابتدائية والثانوية الحكومية .

وأشار الى أن عدد سكان موريشيوس مليون ومائتا ألف نسمة ، منهم 210 آلاف مسلم معظمهم من أصل هندي، ، أى حوالي 18 % من عدد السكان، و أغلبية السكان من الهندوس ، إلى جانب أقليات نصرانية ويهود ية وبوذية وسيخ، ويعيش أكثر المسلمين في العاصمة ( بورت لويس ) والتي تعد مدينة إسلامية حيث يشكل المسلمون بها 60% من عدد السكان ، ويبلغ عدد مساجدها 15 مسجدا.

إعلاميا، يصدر المسلمون جريدة ( ستار ) – كما يشير جوهلي- وتخصص الإذاعة ساعتين يوميا للمسلمين، كما يخصص التلفزيون برنامجا أسبوعيا ، إلي جانب برامج أخري في المناسبات برامج في المناسبات الخاصة، ويتمتع المسلمون – كما يقول أمير مجلس الشورى- بحرية دينية واسعة ، حيث تضم الجزيرة من 200 مسجد ، منتشرة في المدن و القرى ، وبعض المسلمين في موريشيوس يحتلون مواقع مهمة في الحياة السياسية والمهنية والمناصب الحكومية ، ويشارك المسلمون بفاعلية في حكم البلاد من خلال عدد من الوزراء المسلمين ونائب رئيس الجمهورية، وقد حقق المسلمون مكتسبات طيبة، منها اعتبار يومي عيد الفطر والاضحي عطلة رسمية، والسماح للمسلمين بأداء صلاة الجمعة أثناء العمل ، وتعليم اللغة العربية في المدارس، ومنح الحكومة مساعدات للحجاج والمدارس الإسلامية والمساجد.

واجتماعيا، يتكافل مسلمو مورشيوس مع بعضهم البعض من خلال منظمات لجمع الزكاة ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام وتمويل المساجد والمدارس، ويعمل عدد غير قليل من الجمعيات والمنظمات الإسلامية في خدمة الإسلام والمسلمين، من بينها مجلس الشورى الإسلامي الذي يشكل واحدة من أهم المظلات الإسلامية في الجزيرة وأكثرها فاعلية.

وفي المجال التعليمي - يبين أمير مجلس الشورى الإسلامي- أن المسلمين أكثر اقبالا على التعليم من غيرهم ، ولديهم حوالي 250 مدرسة تستفيد من مساعدات الحكومة، وهناك أيضا مدارس ومعاهد خاصة للتعليم الديني والمهني، ومنها مدرسة إمداد الإسلام والمدرسة الإسلامية العالية ( تأسست سنة 1375) ، وكلية الثقافة الإسلامية ( تأسست سنة 1374-1953م ) كما توجد مدارس ابتدائية و متوسطة ، و معاهد لتحفيظ القرآن الكريم ، كما تنتشر الكتاتيب التابعة للمساجد والتي تعلم أبناء المسلمين مبادئ الإسلام ، واللغة العربية ، والقرآن الكريم .

وحول تواصل مسلمي موريشيوس مع اخوانهم العرب والمسلمين قال الشيخ جوهلي نأمل أن يكثف علماء العرب والمسلمين زياراتهم الي بلادنا ، وأن يسهموا في بناء المدارس والمساجد ، ونحن بحمد الله يزورنا شيوخ ودعاة من السعودية والكويت ومصر في شهر رمضان من كل عام ، وقد زارنا من الكويت الشيخ نادر عبدالعزيز النوري - رحمه الله- والدكتور محمد الثويني ، والشيخ سامي بلال ، وألقوا العديد من المحاضرات ، التي كان لها أكبر الأثر في نفوس اخوانهم المسلمين .

وما تزال الأقلية المسلمة في مورشيوس تنتظر من إخوانها المسلمين أن يهتموا بهم وبمشكلاتهم ، ويرسلوا إليهم الدعاة لتثقيفهم وتعليمهم شرائع الإسلام ، وأن يناصروهم سياسياً ودعوياً حتى لا يذوبوا في الثقافات والديانات الأخرى .

يذكر أن جزيرة موريشيوس تقع علي مسافة 855 كم شرق مدغشقر في المحيط الهندي ، ومساحتها تبلغ 2000 كيلو متر مربع ، ويعتبر العرب أول من زاروها ، غير أنهم لم يستوطنوها لكثرة أعاصيرها ، وكانوا قد قدموا للتجارة لا للبقاء ، ثم دخلها البرتغاليون عام 1510 م في عهد فاسكو دي جاما ، وأطلقوا عليها اسم ( دارسكارين ) غير أنهم لم ينـزلوا بها أيضاً، ثم نزلها الهولنديون عام 1598 م / 1060هـ ، وهم الذين أطلقوا عليها اسم ( مورشيوس ) نسبة لأحد عظمائهم ويدعى ( موريس ) ثم غادروها 1710 م ، ثم وفد إليها الفرنسيون واستعمروها 95 عاما، وأسسوا مدينة ( بورت لويس ) التي غدت عاصمة الجزيرة ، إلي أن أخرجهم الاستعمار الإنجليزي عام 1810 م ، واستقلت عام 1968 م ، ولكن الاستقلال الفعلي لم يتم إلا سنة 1992م حيث أعلنت جمهورية ( مورشيوس ) وبقيت عضواً في مجموعة الكومنولث ، ولغتها الرسمية الإنجليزية ، لكن الشعب يتحدث الفرنسية أيضا ، وعملتها الروبية ( الدولار = 30 روبية ) ، ويعتمد اقتصادها علي قصب السكر.

وختاما..نشكر أمير مجلس الشورى الإسلامي في موريشيوس عبد الغفور جوهلي على هذه التطوافة حول أوضاع مسلمي موريشيوس، والله نسأل أن يوفقهم إلى خدمة دينهم وأن يكونوا عنصر أمن وأمان في استقرار بلادهم .

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت